الحمى الروماتيزمية


الحمى الروماتيزمية

مقدمة :
تعتبر إصابة الأطفال بالحمى الروماتيزمية ومايتبعها من تدمير بصمامات القلب وخلل دائم فى وظيفة هذه الصمامات من أكثر الأمراض شيوعا فى مصر ومن أخطر الأمراض التى تهدد حياة الشباب والفتيات وتقضى على البسمة الجميلة لهم ولأسرهم من حولهم فتتكدر حياة أسرة بأكملها عند إصابة واحد أو أكثر من أفرادها بهذا الداء اللعين . والآثار السيئة للحمى الروماتيزمية ونتائجها تنعكس بشكل واضح على الأسرة كما أنها تنعكس على المجتمع كله .
فعلى صعيد الأسرة حيث أنها تصيب الأطفال فى سن مبكرة تبدأ أعراض خلل الصمامات فى سن الطفولة أو الشباب فى معظم الأحيان فتقعد المصاب عن العمل والدراسة فيؤثر ذلك سلبا على حياة المصاب وعلى حياة الأسرة كلها وتقضى على سعادة المريض وأسرته والذى يقضى معظم وقته متجولا بين الأطباء والمستشفيات باحثا عن علاج لمرض لاأمل فى الشفاء التام منه فيضيع جهد المصاب ومن حوله وتزداد نفقات العلاج ومايلزمه من فحوصات وأدوية فيضيع دخل الأسرة كلها مع ضياع البسمة التى تزين وجوه الصبا فى وجه شاب أو فتاه أصابته الحمى الروماتيزمية فتذبل زهرة الشباب قبل أن تنفتح وتطفأ شمعة الأمل قبل أن يرى لها نور .
وانتشار الإصابة بالصورة التى هى عليه فى مصر يهدر جزءا ضخما من الطاقات التى يحتاجها الوطن ، فإصابة الشاب أو الفتاه قد تكون بالشدة التى تقعده عن العمل فى سن الشباب وهى سنين العمر التى يعظم فيها الإنتاج وتنمو فيها القدرة على الجهاد والعمل وهى السنوات التى ينتج فيها الإنسان بأقصى طاقة له حيث يحدوه الأمل للتطلع إلى مستقبل باهر ؛ والنتيجة الحتمية لذلك إهدار طاقات بناءة يتبعها نقص واضح فى الإنتاج . فإذا أضفنا إلى ذلك الجهد والمال الذى يبذل فى علاج الآثار المترتبة على الحمى الروماتيزمية وخلل الصمامات لأدركنا على الفور كيف أن الأمر جد خطير . فالمريض يحتاج لعلاج دوائى يتناوله مدى الحياة تدعم الدولة جزءا منه وتدفع الأسرة من دخلها جزءا آخر . ويحتاج المريض لإجراء فحوصات متعددة تستورد الدولة الأجهزة اللازمة لذلك بملايين الجنيهات وتنفق على صيانتها الملايين وتدفع أسرة المريض بعض هذه المصاريف من قوتها وإذا أجريت الفحوص فى عيادات أو مستشفيات خاصة فإنها تنهك ميزانية البيت كله مهما كان دخله . فإذا ما احتاج المريض لإجراء جراحة لاستبدال الصمام كما هو الأمر فى كثير من الأحيان فإن تكاليف ذلك فى القطاع الخاص كفيلة بالقضاء على استثمارات رب أسرة متوسط الدخل مدى الحياة ؛ ناهيك عما تنفقه الدولة لتوفير هذه الصمامات بالمجان لعدد من المرضى فى المستشفيلت الجامعية والمعاهد المتخصصة والتى قد تصل قائمة الإنتظار فيها لوقت يطول ليموت المصاب قبل أن يحل عليه الدور لإجراء الجراحة . وإذا أصيب المريض بانتكاسة أو التهاب تحت الحاد بالصمام لزم أن يقضى فترات طويلة فى المستشفى ينفق فيها الكثير وتتكلف مرافق المستشفى الكثير وبضيع جهد ووقت الكثير ممن حوله .
المحصلة النهائية للمرض هى إذن ضياع القدرة الإنتاجية للمريض وبعض من حوله من أفراد الأسرة مع زيادة النفقات بما يضيع جزءا ضخما من دخل الأسرة فينتج عن كل ذلك آثار نفسية خطيرة على المصاب وأسرته وآثار مادية سلبية على الأسرة بأكملها . زيادة عدد الأسر بهذا الحال فى المجتمع يؤدى بالضرورة إلى خلل واضح فى الاستقرار النفسى والدخل المادى للمجتمع كله .
فإذا أضفنا إلى ذلك الأضرار الناتجة عن مرض البلهارسيا لأدركنا على الفور أننا بصدد مشكلة قومية وإنسانية خطيرة لابد من تكاتف الجهود لكل طوائف المجتمع من حكومة ووزارات من أطباء وجامعات من مدارس ومساجد من إعلام فى صحف وتلفاز من آباء وامهات لمواجهة المشكلة ودراستها تمهيدا لإيجاد الحلول العملية لها  وتحديد دور كل فئة من فئات المجتمع لمواجهتها مع إلزام كل جهة بالإضطلاع بدورها للقضاء التام على هذا المرض. وليس هذا بالأمر المستحيل أو الحلم البعيد المنال فقد سبقتنا أمم كثيرة نجحت بفضل تضافر جهود أبنائها على محو هذا الداء من خريطة أمراضها تماما .
إن المسئولية الأولى فى هذا الأمر تقع على عاتق الأطباء خاصة أساتذة الحامعات والمسئولين فى المعاهد المتخصصة فهم الأكثر دراية بحجم المشكلة والأكثر علما بآثارها السيئة والأكثر قدرة على وضع الخطط لدراسة الأمر ووضع الحلول العلمية والعملية له . لذا يجب على هؤلاء أن ينسقوا فيما بينهم لإنشاء جمعية خاصة تضم بعض أطباء القلب والأطفال وأطباء الصحة المدرسية لوضع خطة قومية للقضاء على هذا المرض ؛ يساعدهم فى هذا خطة إعلامية منظمة هادفة قوية تستنفر همة كل طبقات المجتمع فى الصحف والمجلات والراديو والتلفاز حتى يشارك فى هذا العمل كل من كان له قلب يعى به أو أذن يسمع به أو عين يرى بها.
انشروا صور الأطفال الذين داهمهم المرض فصاروا شيوخا ، وصور الفتيات اللاتى يمتن فى أول حمل لهن فيمت معها أمل عاشت الأسر تنتظره لسنوات ، وصور الشباب الذى يلهث قبل أن يصل إلى دورة المياه لقضاء حاجته ، وصور البنات اللاتى يقضين الليل كله جالسات لعدم تحملهن الانبطاح على الوسادة ، وصورة الطفل الذى يحمله والده ويجرى به لعدم قدرته على السير. انشروا كل هذا وغيره الكثير حتى ترى كل طبقات المجتمع الصورة الحقيقية للمرض لكى لاندع المريض يموت حزينا دون أن يسمع به أحد سوى أمه التى ذاقت المرار فى تربيته وأبيه الذى تقطع قلبه قبل أن يراه قد برأ من دائه. يجب على الإعلام أن يفسح وقته ويفتح أبوابه للمتخصصين لتوضيح الصورة القاتمة كى يراها أهل الخير فى هذا البلد وأنا على يقين أن قلوبا رحيمة كثيرة على استعداد لمد يد العون من كل جانب للمساعدة فى الوقاية من هذا المرض بل واستئصاله من المجتمع كما حدث فى العديد من دول العالم. والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
 ماهى الحمى الروماتيزمية:
الحمى الروماتيزمية هى مرض يصاب به الأطفال عقب إصابتهم بالتهاب فى اللوزتين أو الحلق بميكروب لم تتم معالجته العلاج الكافى فتؤثر على العديد من أجهزة الجسم ؛ ويكثر انتشار المرض فى الأطفال مابين الثالثة والعاشرة ونادرا مايحدث بعد سن الخامسة عشر. يتيمز المرض بكونه يصيب المريض أكثر من مرة بل وتزداد فرصة الإصابة جدا فيمن سبق إصابته بالمرض وفى كل مرة يسبب المرض تدميرا جديدا فى صمامات القلب .
أعراض الحمى الروماتيزمية :
قبل دراسة أعراض الحمى الروماتيزمية الحادة لابد من التأكيد أن الإصابة يسبقها التهاب باللوزتين أو الحلق بقرابة أسبوعين وقد يكون هذا الالتهاب طفيفا لدرجة أنه يمر دون أن ينتبه الطفل أو والديه لحدوثه ؛ وتشمل الأعراض مايلى:
1- ارتفاع فى درجة الحرارة قد يصل الى 40 درجة مئوية.
2- التهاب بالمفاصل : خاصة مفاصل الركبتين ، الكعبين ، الكوعين ، الكتفين . المفصل المصاب يكون متورما وشديد الألم عند الحركة لدرجة تمنع الطفل المصاب من المشى أو تحريك المفصل لحمل أى ثقل أو القيام بأى عمل يتطلب جهدا من المفصل . قد يصاب أكثر من مفصل فى نفس الوقت ولكنه فى أغلب الأحيان تحدث الإصابة فى أحد المفاصل أولا فإذا تماثل للشفاء بدت أعراض الإصابة فى مفصل آخر. تتميز إصابة المفاصل باستجابتها السريعة للعلاج وهى رغم شدتها فى الحالة الحادة إلا أنها تشفى تماما ولاتترك آثارا خطيرة فى المفصل المصاب .
3- إصابة القلب : تتميز الحمى الروماتيزمية الحادة بقدرتها على إصابة طبقات القلب الثلاث: ا) عضلة القلب فيحدث بها التهاب قد يؤدى إلى هبوط حاد بالقلب ؛ ب) غشاء التامور المغلف للقلب فيحدث تجمع مائى فى تجويفه وغالبا مايشفى دون آثار طويلة الأمد ؛ ج) الغشاء المبطن للقلب فيحدث تدميرا فى صمامات القلب وخللا فى وظيفة الصمامات تنتج عنه آثارعاجلة فى كثير من الأحيان ولكن فى معظم الحالات فإن الأثر السيئ يظهر فقط بعد عدة سنوات فيفصح عن نفسه بإصابة واحد أو أكثر من صمامات القلب بالضيق أو الإرتجاع أو كليهما .
4- إصابة الجهاز العصبى فتحدث حركات لاإرادية من المصاب وخاصة الفتيات فتجد أحد الذراعين أو كليهما أو جزء منهما يتحرك لاإراديا فى أى اتجاه دون هدف واضح ولايستطيع المصاب منع هذه الحركات والتى يكون لها أثرا نفسيا سيئا عليهن .
5- إصابة الجلد : فتحدث بعض البثور والطفح الجلدى المؤقت خاصة فى منطقة الجذع والذى سرعان مايختفى كما قد تحدث تراكمات عقدية صغيرة الحجم تحت الجلد كذلك ويكثر انتشارها فى الأطراف وهى تختفى سريعا وقد لايلاحظ المريض أى من هذه التغيرات لصغر حجمها واختفائها السريع .
الأبحاث :
فى كثير من الأحيان تكون أعراض المرض شديدة الوضوح ويسهل على الطبيب المتخصص تأكيد الإصابة بالحمى الروماتيزمية ولكن فى أحيان ليست قليلة يكون الأمر غير واضح ويحتاج للعديد من الفحوص والأشعات لتأكيد الإصابة ؛ وعلى أى حال فإن الفحوص المطلوبة فى كل الأحيان تشمل الآتى :
1- تحليل دم : وهذا هو أهم الفحوص المطلوبة لتشخيص المرض ومتابعة استجابته للعلاج؛ ويشمل مايلى سرعة الترسيب ، مؤشرات الإصابة بالحمى الروماتيزمية ، مؤشرات الالتهابات الحادة، وصورة الدم . القدرة التشخيصية لكل من هذه الفحوص يحددها الطبيب المعالج ؛ وقد يحتاج الأمر لتكرارها من آن لآخر لتحديد فترة العلاج وجرعات الدواء المناسبة وتقدير مدى الإستجابة للعلاج الموصوف .
2- تخطيط القلب :
3- أشعة إكس (الأشعة السينية) :
4- تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (السمعية) :
 فيديوهات خاصة بــ الحمى الروماتيزمية

(1)

(2)
(3)

(4)
 

(5) 

(6)

(7) 


(8) 

إضافة تسمية توضيحية

 
| facebook | - | You tube