علاقة القلب بأجهزة الجسم الأخرى




علاقة القلب بأجهزة الجسم الأخرى

يعمل القلب بمثابة مضخة ماصة كابسة فهو يمتص الدم من جميع أجزاء الجسم ثم يعيد ضخه اليها بعد تنقيته وأكسدته
يساعد القلب فى عمله واتصاله ببقية أجزاء الجسم نوعان من الأوعية الدموية : الأوردة والشرايين.  فالأوردة تقوم بتجميع الدم من كل أجزاء الجسم وتوصيلة إلى الجانب الأيمن للقلب والذى يقوم بدوره بضخ هذا الدم إلى الرئتين لإعادة أكسدته وتنقيته من ثانى أكسيد الكربون ليعود الدم النقى إلى الجانب الأيسر للقلب عن طريق الأوردة الرئوية . يضخ الدم النقى إلى الشريان الأبهر( الأورطى) والذى يتفرع تفرعات عديدة لتوصيل الدم إلى كل خلية من خلايا الجسم.

إن عمل القلب أساسى لجميع أجهزة الجسم الأخرى حتى تؤدى وظيفتها على أتم وجه وأفضل صورة ويتضح دور القلب الجوهرى فى الأمثلة التالية :

القلب والجهاز الهضمى : يقوم الجهاز الهضمى بهضم وامتصاص الغذاء ، وينتهى دوره عند هذا الحد وحتى تستفيد خلايا الجسم وانسجته من مكونات الغذاء يجب أن يصل اليها الغذاء بعد إمتصاصه. تقع مسئولية توزيع هذا الغذاء لأنسجة الجسم المختلفة على القلب ، فيصل الغذاء بعد إمتصاصه من الأمعاء إلى الأوردة والتى تقوم بدورها بإيصاله إلى القلب ليضخه القلب عن طريق الشرايين إلى أنسجة الجسم وأجهزته المختلفة فتستفيد جميعها من الغذاء. فلولا القلب ما إستفاد المخ والعضلات و العظام من الغذاءالذى يتناوله الأنسان وتم تجهيزه وإعداده فى الجهاز الهضمى.  بل إن عمل الجهاز الهضمى نفسه وكفاءته فى ذلك تحتاج لعمل القلب والذى يمده بالطاقة اللازمة لتأدية وظيفته.

القلب والرئتان : إن دور الرئتين وبقية أجزاء جهاز التنفس  فى غاية الأهمية لجسم الإنسان حيث تقوم بمد أنسجة الجسم جميعا بالأوكسجين اللازم للحياة وتخلص الجسم من الغازات الضارة مثل غاز ثانى أكسيد الكربون من جميع أجزاء الجسم وضخه إلى الرئتين فتقوم بوظيفتها لتنقية الدم ومده بالأوكسجين اللازم ، ويتم بعد ذلك تجميع الدم النقى والمشبع بالأوكسجين عن طريق الأوردة الرئوية ليصل إلى الجانب الأيسر من القلب والذى يقوم بضخه إلى الشرايين ليتم توزيعه على أجهزة الجسم الأخرى. يتضح من هذا أن الدورالهام للجهاز التنفسى لايتم على الوجه الأكمل إلا عن طريق القلب. وجدير بالذكر أنه فى حالة توقف القلب فإن جهاز التنفس يتوقف هو الآخر فى أقل من دقيقة ويعجز عن الإستمرار فى عمله دون القلب.

القلب والكليتان : تقوم الكليتان وهما جهاز الإخراج فى الجسم بتنقية الدم من كثير من السموم والمواد الضارة والتخلص منها عن طريق إفراز البول. يصل الدم المراد تنقيته   للكلى عن طريق الشرايين الكلوية ، لكى تقوم الكلى بوظيقتها المثلى لابد من وصول الدم إلى الشرايين بقوة معينة ومعدل محدد ، تعتمد هذه القوة وذلك المعدل على قوة ضخ القلب للدم وكفاءة عضلة القلب الانقباضية . فإذا ما ضعفت عضلة القلب ووهن إنقباضه أدى ذلك إلى عدم وصول الدم بالقدر الكافى للكليتين مما يؤثر على وظيفتها وإذا طالت فترة ضعف القلب أدى ذلك إلى فشل فى وظيفة الكلى لدرجة قد تصل إلى عجز تام للكلى عن العمل ، تعتمد وظيفة الكلى إذن على قدر معين من قوة القلب. وعلى الجانب الآخر فإن كثيرا من أمراض القلب قد يكون سببها أساسا وجود علة فى الكليتين ، فعلى سبيل المثال وجود ضيق فى الشريان الكلوى أو حدوث التهابات متكررة فى الكلى قد يؤدى إلى ارتفاع بضغط الدم الشريانى والدى يؤدى بدوره إلى تضخم وأحيانا هبوط بعضلة القلب. 

كما أن حدوث الفشل الكلوى وعجز الكلى عن إفراز البول يؤدى إلى تراكم السموم وزيادة كمية الدم فى الدورة الدموية مما يؤدى إلى مضاعة عمل القلب ومن ثم هبوط بعضلة القلب. يبدو واضحا من هذه الأمثلة أن كفاءة عمل القلب والكليتين تعتمد كل منهما على الآخر وفشل أحدهما ينتهى فى كثير من الأحيان بفشل الآخر.

القلب والدماغ ( المخ ) : يوجد بالمخ العديد من المراكز التىتسيطر على وظائف أجهزة الجسم الأخرى مثل الحركة والكلام والتنفس والوعى وخلافه . يعتمد الدماغ اعتمادا رئيسيا على قدر ما يصله من غذاء عن طريق ضخ القلب له . لكى يقوم الدماغ بوظيفته لابد من وصول الدم إليه باستمرار وبقدر معين . فإذا ما توقف ضخ القلب للدم ومن ثم وصول الدم للدماغ إضطربت وظائفه فورا وتوقفت بحيث لايستطيع تأدية وظيفته إلا باستعادة القلب لإنقباضه.
 وإذا توقف القلب لأكثر من خمس دقائق مات الدماغ نهائيا وعجز عن ممارسة وظائفه تماما فيفقد الإنسان الوعى والقدرة على الحركة والكلام والتنفس وخلافه وأصبح جثة هامدة. إذن توقف القلب يتبعه بالضرورة موت الدماغ فى حين أن القلب يستطيع أن يستمر فى نبضه وعمله مهما طال موت الدماغ.


هذا فى حالة ما إذا توقف نبض القلب ولكن حتى إذا استمر نبض القلب ولكن بقوة أقل من الطبيعى بجيث يقل الدم الواصل إلى الدماغ عن القدر المطلوب أثر ذلك فى كفاءة عمل الدماغ فيشعر الإنسان بالدوخة وزغللة العين وعدم القدرة على التركيز ليس لعيب بالدماغ ذاته ولكن لوهن فى عضلة القلب وقدرتها على ضخ الدم لتغذية المخ ، وتحسن هذه الأعراض يعتمد على تصحيح عمل القلب ليس هذا فقط ولكن حدوث تغيرات أخرى فى الشرايين الدماغية يؤثر بشدة على وظيفة الدماغ فمثلا ارتفاع الضغط فى هذه الشرايين نتيجة ارتفاع ضغط الدم قد يؤدى إلى انفجار أحدها مما يؤدى إلى نزيف بالمخ والذى قد يودى بحياة المريض.

كما أن وجود علة بصمامات الجانب الأيسر من القلب أو جلطة بالبطين الأيسر قد يؤدى إلى سدة بأحد شرايين المخ مما ينشأ عنة شلل نصفى ( شقى ) نتيجة إحتشاء بجزء من المخ جراء هذه السده.

هذه الأمثلة وغيرها يدل على الدور الهام للقلب فى صحة الإنسان وعلاقته الوثيقة بأجهزة الجسم الأخرى ومدى تأثيره فى وظيفة هذه الأجهزة وتأثره بها .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال فى حديث رواه النعمان بن بشير رضى الله عنهما (( ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب )) صدق رسول الله الذى لاينطق عن الهوى .


 
| facebook | - | You tube