الأربعاء، 13 يونيو 2012

الآفات الخلقية بالقلب



الآفات الخلقية بالقلب

الآفة الخلقية هي مرض يولد الطفل وقلبه مصاب بها وذلك نتيجة خلل يحدث أثناء تكوين قلب الجنين والذى يتم خلال الاسابيع الثمانية الاولى من الحمل وقد لا تظهر اعراض هذه الاصابة الا بعد سنوات من الولادة .


أسباب الآفة الخلقية :

في كثير من الأحيان لايستطيع الطبيب تحديد السبب الحقيقي للآفة الخلقية ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من إحتمال إصابة الجنين بها ، من هذه الأسباب مايلي :


1- تناول الأم بعض الأدوية أثناء الشهور الأولي للحمل . هناك بعض الأدوية التي ثبت أن لها دورا أكيدا فى ذلك وبعض الأدوية تتميز بدرجة عالية من الأمان والبعض الآخر لم تتضح مدي خطورته أو أمانه بعد . لذا وجب علي السيدات عدم تناول أى دواء أثناء الحمل إلا بإستشارة الطبيب و لاعجب في أن يرجع الطبيب إلي كتابه للتأكد من آخر مانشر عن مدي الأمان المتوفر عند إستخدام دواء معين . في حالة الشك يفضل تجنب إستعمال الدواء ، وعلي الطبيب أن يزن مدي الفائدة المترتبة علي إستعمال الدواء ومدي الضرر المحتمل حدوثه ومناقشة ذلك مع المريضة وزوجها قبل الشروع في استعمال الدواء .


2- التعرض للأشعة السينية خاصة أثناء الشهور الأولي للحمل. وعلي السيدة أن تخبر طبيب الأشعة أو فني الأشعة في حالة وجود أو احتمال وجود حمل وذلك قبل إجراء الفحص بالأشعة حتى لو كان الفحص للصدر أو المعدة أو الكليتين أو غيرها من أجهزة الجسم. كما أنه يتعين علي الطبيب أن يسأل المريضة عن موعد آخر دورة شهرية قبل إجراء الفحص. مع العلم بأنه في حالة ماإذا كان الفحص الإشعاعي ذو أهمية قصوي في تشخيص أو علاج الأم فإنه من الممكن إجراؤه مع بعض الإحتياطات كتغطية البطن بالكامل بغطاء خاص يمنع تسرب الإشعاع إلي منطقة الرحم. يجب اتخاذ نفس الاحتياطات عند التعرض لأنواع أخرى من الأشعة قد تكون أكثر ضررا من الأشعة السينية مثل قسطرة القلب والأشعة المقطعية0 وعلى الجانب الآخر فإن إجراء الفحص بالموجات الصوتية سواء على الرحم أو البطن أو القلب أو غيرها  لايمثل أى خطورة على الأم أو الجنين.


3- إصابة السيدة أثناء الحمل بأحد الأمراض واشهرها مرض الحصبة الألمانية. ولذلك يجب علي السيدة الحامل إستشارة الطبيب في حالة حدوث ذلك لمناقشة مدي الحاجة إلي إجراء عملية إجهاض. وعلي الطبيب أن يتقي الله في الأم وولدها قبل الإقدام علي هذا العمل ويقلع عنه تماما مالم يتأكد له أو يغلب علي ظنه ترجيح كفة الإجهاض في تحقيق المصلحة .

 4- زواج الأقارب : فقد ثبت أن زواج الأقارب يساعد علي تفشي الأمراض السائدة في الأسرة بين الأولاد ومن بينها أمراض القلب.

سؤال :هل الافات الخلقية وراثية ؟ بعض وليس كل الافات الخلقية تنتشر بين افراد الاسرة نتيجة عوامل وراثية يستطيع الطبيب تحديداى الامراض يمكن ان ينتقل للابناء عند اصابة احد الوالدين بها .


الأعراض الدالة علي وجود آفة خلقية بالقلب :

تدل الأعراض التالية على احتمال إصابة الطفل بآفة خلقية بالقلب ويجب على الأم فى البيت والمعلمة فى المدرسة أن تكون شديدة الملاحظة لجهد ونشاط الطفل ولاتتردد فى عرضه على طبيب الأطفال أو طبيب القلب إذا لاحظت أى عرض أو تغير فى حياة الطفل حيث أن الاكتشاف المبكر لهذه الحالات يؤدى إلى بدء العلاج اللازم واتخاذ الإجراء المناسب لكى نتجنب حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة على حياة  الطفل إذا  أهمل أو تأخر علاجها ومن هذه الأعراض مايلى :                                                                

1- سرعة فى دقات القلب وعرق غزير مع عدم القدرة على الرضاعة لدرجة الشبع مما يضطر الطفل للتوقف عن الرضاعة من وقت لآخر نتيجة صعوبة فى التنفس.

2- حدوث زرقة بشفتى الطفل وأظافر اليدين والقدمين باستمرار أوعند بذل مجهود عضلى مثل الجرىأو القفز أو صعود السلم.

3- حدوث نهجان وضيق نفس عند بذل المجهود.

4- كثرة تعرض الطفل للنزلات الشعبية والكحة شتاء وصيفا.
 
5- تأخر نمو الطفل ونقص وزنه مقارنة بمن هم فى مثل سنه.
 
6- حدوث دوخة وزغللة فى العينين أو فقدان الوعى عند الجرى أو الركض أو القفز وقد يصحب ذلك زرقة بالشفتين فى بعض الحالات وشحوب فى اللون فى بعضها الآخر.

تحدث بعض أو كل هذه الأعراض فى العديد من الأمراض الخلقية بالقلب خاصة الإصابات الشديدة منها وهناك بعض الإصابات التى لايصاحبها أعراض رغم وجود المرض ويتم اكتشافها عند إجراء الفحص الطبى على الطفل لسبب ما مثل الإصابة بدور برد أو إسهال أو عند التحاقه بالمدرسة.
 
هذا ويجب التأكيد على أن نبض الطفل الطبيعى أسرع من نبض الشاب وكبير السن. كما أنه فى الكثير من الأطفال نتيجة هذه السرعة ولأسباب أخرى فإن الطبيب يمكنه سماع لغط على القلب ويسمى لغط سيستولى (انقباضى) حميد. واللغط هو صوت غريب يتم سماعه بالسماعة ولايعنى بالضرورة  وجود مرض بالقلب. هذا النوع من اللغط على قلب الأطفال قد يختفى مع النمو وتقدم السن ولذا يجب على الأم أن تطمئن إذا أخبرها الطبيب المتخصص- بعد إجراء الفحوص التى يراها لازمة- أن اللغط المسموع على قلب طفلها حميد ولايمثل خطورة عليه فهو وحده القادر على تمييز اللغط الحميد من اللغط الدال على وجود مرض بالقلب. وفى حالة الشك يجب على الطبيب عدم التردد فى إجراء الفحوص اللازمة مثل فحص القلب بالموجات فوق الصوتية للتأكد من مصدر وطبيعة اللغط حتى لايؤخر علاجا قد يكون مطلوبا أو يتمكن من إزالة الشك لدى الأسرة فيحيا الطفل حياة طبيعية بين أقرانه. وهذا أمر فى غاية الأهمية فكثيرا ماجاءتنى أم بابنها محمولا وأخبرتنى أنه ممنوع من الجرى واللعب مع أصحابه والمشاركة فى حصص التربية الرياضية بالمدرسة لوجود لغط بالقلب وقائمة ممنوعات أخرى تعكر حياة الطفل وأسرته بلاضرورة. ولهذا يجب التأكد من مصدر وسبب اللغط حتى لانؤخر علاجا ضروريا فى حالة الإصابة او حتى لانترك قلقا وشكا فى الأسرة يعكر صفو حياتها بلا ضرورة.

 وإليك بعض المعلومات عن أكثر الآفات الخلقية شيوعا:

 ثقب بين الأذينين  :-                          

فى هذه الحالة يوجد الثقب فى الحاجز بين الأذنيين مما يسمح بمرور الدم من الأذين الأيسر للأيمن مما يمثل عبئا على الجانب الأيمن للقلب يؤدى الى تضخمه واتساع غرفه و يعتمد تأثير الثقبفى الحاجز بين الاذنين على حجمه وموضعه. وهو غالبا لا يسبب مضاعفات فى الأطفال الصغار بل انه كثيرا مما يتم اكتشافه فى سن متأخرة بعد العشرين . لأن مضاعفات الثقب وارتفاع ضغط الشريان الرئوى الناتج عنه شىء لا يمكن تحديد موعد حدوثه فقد استقر الرأى على العلاج التداخلى بالقسطرة او بالجراحة لاغلاق الثقب قبل سن المدرسة او عند اكتشافه فى أى سن بعد السادسة.

وصلة بين الشريانيين:

 توجد وصلة طبيعية فى القلب فى مرحلة الجنين تسمح بمرور الدم بين جانبى القلب دون وصوله للرئتين اللتين لا تعملان قبل الولادة تتمدد رئتا المولود استعدادا للعمل واستقبال الدم مما يؤدى الى اغلاق هذه الوصلة . يحدث فى بعض المواليد أن تظل هذه الوصلة مفتوحه مما يؤدى الى زيادة عمل الجانب الأيسر للقلب وتضخمه . يحدث فى بعض الأحيان هبوط بالقلب نتيجه لذلك كم ان االوصلة تكون عرضة للأصابة الميكروبيه تحت الحادة.

 ثقب بين البطينين :-

فى هذه الحالة يوجد ثقب فى الحاجز بين البطينين يسمح بمرور الدم من الجانب الأيسرللجانب الأيمن ومنه للرئتيين ثم للجانب الأيسر مرة أخرى مما يمثل عبئا وزيادة فى عمل الجانب الأيسر للقلب.  يعتمد تأثير الثقب على :

1-  حجم الثقب وعدد الثقوب . 

2- وجود آفات أخرى مصاحبة له .

3- وعلى موضعه فى الحاجز بين البطينين.

  فهناك الثقب الصغير الذى يضيق تدريجيا مع نمو الطفل وقد يغلق تماما فى وقت ما من حياة الطفل أو يظل موجودا مسببا لغطا يمكن سماعه عند إجراء الفحص الطبى على الطفل وهذا النوع لا يسبب مضاعفات مثل هبوط القلب ولكنه عرضة للإصابة الميكروبية تحت الحادة (راجع باب صمامات القلب) ولذلك فهو لا يحتاج لعلاج دوائى أو جراحى خاص ولكن يجب الانتباه لإعطاء الطفل المضاد الحيوى اللازم قبل إجراء أى جراحة أو خلع أو حشو أو تنظيف بالأسنان كما يجب المبادرة بعرضه على الطبيب فى حالة ارتفاع درجة الحرارة حتى يتم سرعة تشخيص الالتهاب الميكروبى تحت الحاد فى حالة حدوثه واعطاء العلاج اللازم.


وهناك الثقب الكبير الذى يسبب هبوطا بالقلب فى سن الطفولة و يمكن السيطرة عليه بالعلاج الدوائى فى أغلب الحالات ولكن ترك الثقب بهذا الحجم يؤدى إلى مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الشريان الرئوى لدرجة شديدة قد تسبب خطرا يهدد حياة الطفل ولذلك يجب إجراء الفحوص اللازمة مثل فحص القلب بالموجات الصوتية لتقدير حجم وتاثير الثقب وقد يحتاج الطفل لإجراء تصوير للقلب بالقسطرة تمهيدا للتدخل الجراحى لإغلاق الثقب.


إذن الثقب بين البطينين قد يكون شيئا بسيطا جدا لايحتاج لأى تدخل من الطبيب المعالج أو الأسرة سوى المتابعة فقط وقد يكون خطرا لدرجة تهدد حياة الطفل ويحتاج لإجراء  جراحة بالقلب فى وقت معين قبل أن يتسبب فى مضاعفات شديدة قد لا يصلح عند حدوثها اجراء تدخل جراحى لغلق الثقب . تقرير العلاج المناسب والتوقيت الذى يجب التدخل فيه يعتمد على تقدير طبيب القلب المعالج بعد إجراء الفحوص اللازمة لتشخيص حجم الثقب وموضعه وماقد يصاحبه من آفات أخرى. 


تشخيص الآفة الخلقية:
 

يتمكن الطبيب فى معظم الأحيان من تشخيص نوع الإصابة بمجرد الفحص الطبى للطفل إلا أن درجة الإصابة وشدتها والتأثير الناتج عنها على عضلة القلب يحتاج لإجراء بعض الفحوص؛ كما  أنه فى كثير من الأحيان يوجد فى المريض الواحد أكثر من إصابة حيث أن الخلل الذى يحدث أثناء تكوين قلب الجنين قد يؤثر على أكثر من موضع فينتج عنه أكثر من مشكلة تجتمع معا لتسبب مرضا معينا يعرف بمكوناته المتعددة لذلك يجب على الأسرة ألا تنزعج إذا أخبرها الطبيب بوجود أكثر من شئ عند ذكره لتشخيص المرض.

من الوسائل التشخيصية المساعدة للأمراض الخلقية مايلى:


1) أشعة الصدر:  تكتسب الأشعة السينية أهمية خاصة فى تشخيص الأمراض الخلقية للقلب فمن خلال فيلم الأشعة يستقى الطبيب الكثير من المعلومات التى تبين حالة القلب من حيث الحجم والشكل وكذلك أى تغيرات فى الشرايين الرئوية وفروعها ويجب ملاحظة أن النسبة بين حجم قلب الطفل وحجم الصدر تكون أكبر منها فى الكبار وهذه معلومة هامة يجب أن يدركها الطبيب وأهل الطفل فكم من أم حضرت باكية لعيادتى أو لعيادة الموجات الصوتية  لأن قلب طفلها كبير فى الأشعة وحتى بعد إجراء الفحص ونفى وجود مرض بالقلب يظل القلق يساور كثيرا من الأمهات.

 2) رسم القلب: رغم عدم الحسم فى التشخيص بنتائج رسم القلب إلا أن المعلومات المستقاة منه تظل ذات أهمية تجعل من عمله ضرورة.


3) الموجات فوق الصوتية: تعتبر هذه الوسيلة من أهم سبل التشخيص وأكثرها دقة فى مجال الأمراض الخلقية ولعله من الضرورى أن نؤكد أن كثيرا من الأمراض الخلقية يتم تشخيصها وتقييمها بهذا الفحص فقط ولكن هناك بعض الحالات التى يجب أن تجرى لها قسطرة القلب للوصول إلى التشخيص النهائى بدقة. وحتى حين يلجأ الطبيب إلى إجراء القسطرة فإنه يصل إلى تشخيص دقيق بمساعدة المعلومات التى تم الحصول عليها من هذا الفحص ولاأظننى مبالغا إذا قلت أنه من العبث أن يقوم طبيب بإجراء قسطرة للقلب دون أن يسبقها تقييم لحالة القلب التشريحية والوظيفية بالموجات الصوتية.
 

وفى الحقيقة فإننى شخصيا أصاب بالدهشة بعد كل مرة أقوم فيها بعمل قسطرة لطفل مصاب بآفة خلقية وسبب الدهشة هو ماذا كان يفعل من سبقونا أثناء القسطرة دون أن يكونوا على دراية بالمعلومات التى يزودها إياهم الفحص بالموجات فوق الصوتية والذى يكون ذا أهمية قصوى لتوجيه الطبيب وتنبيهه للمعلومات الإضافية الضروري الحصول عليها من القسطرة حتى يكتمل التشخيص.

 4) قسطرة القلب: يلجأ الطبيب فى بعض الأحيان لإجراء قسطرة القلب لتأكيد وتقييم حالة القلب المصاب بآفة خلقية ويتميز الفحص بدرجة أمان عالية على عكس مايتوقع العامة بشرط أن يكون من يقوم بعمله ذا خبرة كافية ولكن لأن حركة الطفل وعدم استقراره أثناء الفحص تؤثر على نتيجته فإنه ينصح باستعمال مخدر عام ليضمن ثبات الطفل أثناء الفحص.

ضيق الصمام الرئوى :يعتبر هذا المرض من اكثر الافات الخلقية شيوعا بين الاطفال وتختلف شدة الضيق من مريض لاخر .لا يشكو معظم الاطفال من عرض معين وقد يشعر بعضهم بالنهجان والدوخة والاعياء عند بذل مجهودويشكو اخرون من ضيق بالنفس والام بالصدر .يحتاج الطفل الى بعض الادوية لتجنب الاصابة الميكروبية للصمام وقد يحتاج لتوسيع الصمام بالبالون فى حالة كون الضيق شديدا وهى اجراء بسيط يتم عبر الوريد الفخذى وتؤدى الى نتائج طيبة ويمكن للطفل مغادرة المستشفى فى اليوم التالى على ان يمارس نشاطه وحياته العادية خلال ايام .

العلاج داخلى بالقسطرة :

من الجدير بالذكر ان طرق العلاج اللاتداخلى الحديثة قد تطورت إلى حد كبير بحيث اصبح من الممكن علاج الكثير من الافات الخلقية عن طريق القسطرة .يتم ادخال القسطرة العلاجية من الوريد او الشريان الفخذى وتوجهه عن طريق اجهزة الاشعة الملحقة بالقسطرة حتى تصل الى المكان المراد علاجه .يتم هذا الاجراء تحت مخدر موضعى فى الفخد او مخدر عام للطفل الذى يخشى عليه من كثرة الحركة اثناء العمل ؛لا يحتاج ذلك الى نقل دم كما ان موضع العلاج فى الفخذ يلتام ذاتيا دون الحاجة الى خياطة او فك غرز او خلافه .يطلب من الطفل الراحة بضعة ايام بعد العملية ويمكن مغادرة المستشفى فى اليوم التالى لاجراء العملية .تؤدى هذه الطريقة الى نتائج طيبة فى معظم الحالات كما ان التحسن فى وظيفة القلب وموضع العلاج يدوم بعد اتمامه .

العلاج التداخلى بالقسطرة يصلح العديد من الامراض الخلقية للقلب دون الحاجة لاجراء  



فيديو عن الأفات الخلقية شرح كامل 










 
| facebook | - | You tube